خبراء حقوق الإنسان يدعون باكستان لوقف خطة إعادة المهاجرين الأفغان قسراً

حث خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الحكومة الباكستانية على التراجع عن خططها لإعادة المهاجرين الأفغان قسراً من مدينتي إسلام آباد وراولبندي، مشيرين إلى أن مثل هذه الإجراءات قد تنتهك القوانين الدولية وتحمل تهديدات خطِرة للأفراد الضعفاء.

على الرغم من أن باكستان قد أجلت الموعد النهائي للمغادرة الطوعية إلى 10 أبريل، حذر الخبراء ومن بينهم ريتشارد بينيت، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان، في بيان يوم الجمعة، من استمرار الاعتقالات والإخلاءات التي يتعرض لها المهاجرون الأفغان وفق موقع مفوضيّة الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان.

 كما حذرت مجموعة الخبراء من أن هذه التصرفات قد تُعرض ملايين المهاجرين الأفغان لخطر العودة إلى بلدهم دون مراعاة مخاوفهم الإنسانية، خاصةً تلك المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، والتهديدات التي تواجه النساء والفتيات الأفغانيات.

أخطار العودة

وأشار البيان إلى أن أكثر الفئات عرضة للخطر هي النساء والفتيات، بالإضافة إلى أفراد مجتمع الميم، والأقليات العرقية والدينية، والمسؤولين الحكوميين السابقين، وأفراد الأمن، والصحفيين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، كما أبدى الخبراء قلقهم البالغ بشأن الأطفال غير المصحوبين بذويهم، الذين يواجهون تهديدات متزايدة من الاتجار بهم، وزواج الأطفال، وإساءة معاملتهم.

الأمم المتحدة تُشدد على الالتزامات الدولية

الخبراء أعربوا عن قلقهم من أن الإجراءات التي تقوم بها باكستان قد تنتهك مبدأ عدم الإعادة القسرية، الذي يحظر إعادة الأفراد إلى بلدان يواجهون فيها تهديدات حقيقية لحياتهم أو حريتهم. وأكدوا ضرورة احترام حقوق الإنسان في جميع القرارات المتعلقة بترحيل اللاجئين، مشيرين إلى أن القوانين الدولية تتطلب تقييم حالات الأفراد بشكل فردي.

إعادة الأجانب غير الشرعيين

يأتي هذا البيان في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن خطة باكستان لإعادة الأجانب غير الشرعيين، التي أُعلن عنها في سبتمبر 2023، وقد تسببت هذه الخطة بالفعل في نزوح مئات الآلاف من الأفغان، في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف حول الأوضاع الأمنية داخل أفغانستان، خاصةً بعد سيطرة طالبان على الحكم.

أعرب الخبراء عن تلقيهم نداءات عاجلة من أفغان يخشون الاضطهاد في حال إجبارهم على العودة إلى أفغانستان، وطالبوا بتقييم كل حالة على حدة لضمان عدم تعرض الأفراد لأخطار تتنافى مع حقوقهم الأساسية وحمايتهم الإنسانية.

بحسب البيانات الرسمية بدأت باكستان عملية الإعادة القسرية للأفغان غير الشرعيين إلى وطنهم في نوفمبر 2023، حيث تم ترحيل نحو 900 ألف شخص منذ ذلك الحين.

وأعلنت الحكومة الشهر الماضي أنها سترحل أكثر من 800 ألف أفغاني مسجلين في باكستان كلاجئين بموجب اتفاق ثنائي بين البلدين.

وتعتزم السلطات ترحيل نحو مليون أفغاني مسجلين لدى المفوضية في المرحلتين الثانية والثالثة من عمليات إعادتهم لوطنهم.